من هي فوزة اليوسف عضوة لجنة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي؟
في مشهدٍ سياسي معقّد يتغيّر من يوم إلى آخر، تبرز أسماء جديدة وأخرى تعود إلى الواجهة، ومن بين هذه الأسماء التي أثارت اهتمام المتابعين والمهتمين بالشأن السوري، يبرز اسم فوزة اليوسف، إحدى الشخصيات البارزة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والرئيسة الحالية لوفد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المفاوض مع حكومة دمشق.
من هي فوزة اليوسف؟

فوزة اليوسف عضوة لجنة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ليست شخصية جديدة على الساحة السياسية الكردية أو السورية. ولدت في مدينة عامودا شمال شرق سوريا، وهي مدينة ذات غالبية كردية، وكانت منذ وقت مبكر منخرطة في النشاط السياسي والاجتماعي. بدأت مسيرتها في صفوف الحركة الكردية، ثم برز اسمها بشكل أوسع بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، حيث أسهمت في تأسيس وبناء مؤسسات الإدارة الذاتية التي أعلنت في مناطق شمال وشرق البلاد.
اشتهرت اليوسف بكونها من أوائل النساء اللواتي تصدرن مواقع القرار في البنية السياسية الجديدة في مناطق سيطرة "قسد"، وشاركت في تأسيس النظام الفيدرالي الذي طرحته الإدارة الذاتية عام 2016. كما كانت من الوجوه الرئيسية في مؤتمر "ستار" النسائي، الذي يُعَدّ أحد الأعمدة الفكرية والسياسية في المشروع الديمقراطي الكردي.
من خلال توليها لرئاسة الوفد المفاوض، تعكس فوزة اليوسف موقف الإدارة الذاتية الرامي إلى الحوار والحلول السياسية. فهي تؤكد، في كل مناسبة، أن الحوار مع دمشق لا بد أن يكون على أساس الاعتراف بالإدارة الذاتية وحقوق المكونات كافة، دون إقصاء أو تهميش.
تتميز اليوسف بأسلوب خطاب عقلاني ومتماسك، وتتبنى خطاباً بعيداً عن التصعيد الإعلامي أو اللهجة الثورية المعتادة. تصرّ على أن المشروع السياسي للإدارة الذاتية لا يهدف إلى الانفصال، بل إلى بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها قسد، داخلياً وخارجياً، ترى فوزة اليوسف أن التفاوض مع حكومة دمشق يظل ضرورة حيوية لتجنيب البلاد المزيد من الدمار والانقسام. ومع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية، يبقى مصير هذه المفاوضات مرهوناً بتنازلات متبادلة، وإرادة سياسية قادرة على تجاوز إرثٍ ثقيل من الصراعات.
في النهاية، فإن شخصية مثل فوزة اليوسف تكتسب أهميتها لا فقط من موقعها الرسمي، بل من الدور الرمزي الذي تلعبه كامرأة في صدارة العمل السياسي، وكممثلة لمشروعٍ معقد يسعى لإعادة تعريف العلاقة بين المركز والأطراف في سوريا ما بعد الحرب.